كيف نتخلص من النظارات؟

القدرة على الرؤية بوضوح في حياة الناس اليومية لها أهمية اجتماعية ومهنية كبيرة. إذا كان نظام العدسة الذي يتولى مهمة إنشاء صورة واضحة لعضو العين لا يعمل بشكل صحيح، تحدث أخطاء انكسارية. تحدث اضطرابات مثل قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية نتيجة لطبقة القرنية وعدسة داخل العين الطبيعية التي تنكسر الضوء القادم إلى العين أكثر أو أقل مما ينبغي، أو تركيزها في نقطتين مختلفتين.  

 

إذا كان هناك واحد على الأقل من هذه الأخطاء الانكسارية في نظام العدسة الطبيعي للعين، فلا يمكن تكوين صورة واضحة على الطبقة العصبية وهناك حاجة إلى علاجات مختلفة. مع تكنولوجيا اليوم، يمكن التخلص من الأخطاء الانكسارية في العين باستخدام أجهزة مختلفة أو عمليات جراحية.

على الرغم من أنه يمكن القضاء على أعراض معظم الأخطاء الانكسارية باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، إلا أنه يتعين على المرضى التنازل عن راحتهم اليومية في الحياة. النظارات والعدسات اللاصقة هي أجهزة خاصة تتطلب عناية وتنظيفًا إضافيين، ولا يمكنها توفير رؤية واضحة دون انقطاع لأنها لا تستطيع أداء انكسار قريب من الطبيعي. لهذا السبب، فإن العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها باستخدام تقنيات الليزر قد تركت بصماتها على الثلاثين عامًا الماضية. مع إعادة تفسير الأساليب الجراحية بالتقنيات الحالية، يصبح "التخلص من النظارات" حقيقة واقعة بطريقة غير مؤلمة وسريعة واقتصادية.

ليزر إكسيمر: يعتبر ليزر إكسيمر الذي تم تطبيقه بنجاح على ملايين المرضى في جميع أنحاء العالم على مدار الثلاثين عامًا الماضية طريقة علاج فعالة. أولا، يتم حساب درجة الخطأ الانكساري في العين وفحص بنية القرنية. باستخدام ليزر الإكسيمر، يتم إعادة تشكيل بنية القرنية بمساعدة الكمبيوتر ويتخلص المريض من النظارات.

يتم تطبيق العلاج بالليزر على طبقة السدى تحت الطبقة الظهارية للقرنية. تقنية ليزر الإكسيمر لها أسماء فرعية مختلفة وفقًا للطريقة المطبقة للوصول إلى هذه الطبقة.

الليزر السطحي PRK أو تقنية عدم اللمس No-Touch: إزالة الطبقة الظهارية بملعقة أو كحول وتطبيق ليزر الإكسيمر على طبقة السدى الأساسية هو الليزر السطحي PRK؛ وإذا تمت إزالته بطريقة الليزر، فإنه يسمى طريقة عدم اللمس No-Touch. بعد العملية تجدد الظهارة نفسها خلال 4-5 أيام ولا يشعر الشخص بألم أثناء العملية. قد يكون هناك شعور بالوخز أو الألم لمدة يوم أو يومين، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تشحذ الرؤية.

الليزك: في هذه الطريقة يتم تكوين طبقة رقيقة (سديلة) في القرنية. بينما تم إنشاء هذه السديلة باستخدام سكين في الماضي، إلا أنها يتم إجراؤها اليوم باستخدام نظام ليزر فيمتوثانية. يتم إزالة السديلة، ويتم تطبيق ليزر الإكسيمر على الأنسجة السفلية وإعادة تشكيل القرنية. بصرف النظر عن الطريقة القياسية، في الطريقة المسماة iLASIK يتم عمل خريطة قرنية الشخص ويتخلص الشخص من النظارات بعلاج شخصي. نظرًا لأن الطبقة الظهارية لا يتم تقشيرها في تقنية الليزك، فإن الألم والوخز يكونان طفيفين وقصير العمر. تصل حدة البصر بعد الليزر إلى أقصى حد لها في غضون أسبوع في معظم المرضى.

سمايل: في طريقة سمايل SMILE التي تُعرف بتقنية الجيل الثالث من الليزر يتم تحضير قطعة من الأنسجة داخل القرنية باستخدام ليزر الفيمتوثانية المستخدم لإنشاء السديلة في الليزك. عن طريق إزالة هذه القطعة من الأنسجة من خلال شق 2 مم، يقوم الجراح بضبط حدبة القرنية حسب الضرورة. ميزة طريقة ليزر سمايل هي أنه لا يوجد خطر من حدوث مضاعفات الصمام بعد الجراحة نظرًا لعدم إجراء عملية تشكيل السديلة، فإنه يقلل بشكل كبير من شكوى جفاف العين ويمكن تطبيقه على درجات متوسطة إلى عالية. بعد عملية ناجحة، يمكن للشخص التخلص من النظارات.

 

النقطة الأكثر أهمية في التخلص من النظارات هي ما إذا كان الشخص مؤهلا للعلاج بالليزر. هناك خطوات مختلفة في اختيار ملاءمة الليزر والطريقة التي سيتم تطبيقها حسب بنية عين الشخص. في مرحلة ما بعد القياس لدرجة الخطأ الانكساري الذي يحتاج إلى تصحيح، يتم فحص سمك القرنية وهيكلها لمعرفة ما إذا كانت كافية لهذا التصحيح. بالإضافة إلى سمك القرنية، يتم تقييم عمر الشخص ونمط حياته والأمراض الأخرى إن وجدت.

 

وضع العدسة داخل العين (ICL): تُطبق هذه الطريقة عمومًا لمرضى قصر النظر ذوي الدرجة العالية الذين لا تناسب بنية عينهم الليزر. يتم الحفاظ على العدسة الطبيعية للشخص وتوضع أمامها عدسة داخل عين جديدة. تبقى هذه العدسة في العين مدى الحياة وتسمح للمريض بالتخلص من النظارات.

تغيير العدسة داخل العين (العدسة الذكية): يتم تطبيقها في الغالب لمرضى مد البصر الذين يجدون صعوبة في الرؤية القريبة والبعيدة، أو للمرضى الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا والذين يجدون صعوبة في الرؤية بالقرب. خلال هذه العملية، يتم إزالة العدسة الطبيعية التي تفقد وظيفتها واستبدالها بعدسة صناعية متعددة الوظائف داخل العين توفر رؤية واضحة على مسافات قريبة ومتوسطة وطويلة. تعمل هذه العدسات الذكية وفقًا لاحتياجات الشخص من خلال انكسار الأشعة حسب مسافاتها.

وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكننا تسمية أي طريقة بأنها الأفضل في جراحة التخلص من النظارات. كل تقنية وطريقة لها إيجابيات وسلبيات حسب الشخص. النقطة الحاسمة هي قدرة على تحديد الإجراء الأنسب للمريض.